سعادة وزير التجارة والصناعة والقائم بأعمال وزير المالية يُشارك في جلسة حوارية افتراضية بعنوان “في صميم التجارة العالمية”

يونيو 22, 2021
في إطار أعمال المحور الثالث لمنتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ؛ تحت شعار " القوة والتدفقات التجارية"

الدوحة – 22 يونيو 2021:

شارك سعادة السيد علي بن أحمد الكواري وزير التجارة والصناعة والقائم بأعمال وزير المالية، في أعمال جلسة حوارية افتراضية بعنوان ” في صميم التجارة العالمية”” وذلك في إطار أعمال المحور الثالث الرئيسي لمنتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ والذي جاء تحت شعار “القوة والتدفقات التجارية”.

وخلال مداخلته في الجلسة الحوارية، تطرق سعادة وزير التجارة والصناعة والقائم بأعمال وزير المالية إلى النفقات الحكومية، وأوضح سعادته في هذا السياق أن الموازنة العامة لدولة قطر لعام 2021 بُنيت على تقدير سعر نفط عند مستوى 40 دولاراً للبرميل حيث بلغت التقديرات الإجمالية للإيرادات نحو160.1 مليار ريال بما يترجم توجه الدولة نحو تبني سياسة متحفظة في تقدير الإيرادات لتعزيز التوازن المالي والحد من آثار تقلبات أسعار النفط على أداء الموازنة العامة للدولة.

وأضاف سعادته، أنه تم تخصيص مبلغ 72.1 مليار ريال للمشاريع الرئيسية من إجمالي مصروفات الموازنة العامة لعام 2021، وتشمل هذه المخصصات إضافة مشاريع جديدة، مع استمرار العمل على انجاز البرامج التنموية في مختلف القطاعات ولا سيما استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. بالإضافة إلى مخصصات تطوير أراضي المواطنين، وما يصاحب ذلك من مصروفات مرتبطة بتنفيذ مشروعات البنية التحتية.

وتابع سعادته أن الدولة تواصل التركيز على قطاعي التعليم والصحة مشيرا إلى أن مخصصات قطاع التعليم تقدر بنحو 17.4 مليار ريال، وتم تخصيص جزء منها لتوسعة وتطوير المدارس والمؤسسات التعليمية. وأشار سعادته إلى تخصيص مبلغ 16.5 مليار ريال لقطاع الصحة ويغطي المزيد من المشاريع المهمة في مجال تطوير الرعاية الصحية وتوسعة المنشآت الطبية والصحية المعتمدة للعام2021.

وأكد سعادته حرص الدولة على مواصلة مسيرتها نحو تنفيذ خطط وبرامج ومشاريع استراتيجية التنمية الوطنية والتي تستند إلى الركائز الأربع لرؤية قطر الوطنية 2030 والمتمثلة في التنمية البشرية، والتنمية الاجتماعية ، والتنمية الاقتصادية ، والتنمية البيئية. مضيفا أن الدولة عملت على تشجيع الجهات الحكومية على مواصلة تنفيذ البرامج الهادفة ـإلى تعزيز كفاءة النفقات العامة وتحقيق الاستدامة المالية.

وأشار سعادته إلى أن الدولة سعت إلى تنويع مصادر الإيرادات غير النفطية لدعم الموارد المالية للموازنة العامة وتعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة وفسح المجال للقطاع الخاص لتأدية دور رئيسي في خطط التنمية والمشاركة في تنفيذ المشاريع الكبرى.

وأضاف سعادته أن الدولة عملت على توفير بيئة ملائمة وجاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي في مختلف القطاعات الاقتصادية بما أسهم ببناء اقتصاد متنوع وقوي.

هذا وتناول سعادته موضوع أولويات التجارة والاستثمار مشيرا إلى أن الدولة تسعى إلى مواصلة جهودها في سبيل تحقيق التنويع الاقتصادي على المدى الطويل وتطوير البنية التحتية، وتوطيد التعاون مع الشركاء التجاريين لدولة قطر وتعزيز قوة وتنافسية الصادرات الوطنية والمحافظة على استقرار القطاع المصرفي.

ولفت سعادته إلى أن جهود الدولة في سبيل تنويع أسواق الواردات وتطوير أنظمة الشراءات وإجراءات الاستيراد، أتاحت تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى دون انقطاع أو تأخير على الرغم من التحديات التي شهدتها المنطقة مشيرا الى مشروع مترو الدوحة ، الذي تم تسليمه قبل موعده المحدد، بالإضافة إلى استكمال العديد من المرافق الرياضية التي سيتم استخدامها خلال فعاليات كأس العالم لكرة القدم العام القادم.

وأوضح سعادته أن الدولة أدركت الدور الذي تؤديه التجارة الدولية في تحقيق أهدافها التنموية المستقبلية. وبناء على ذلك، تم التوجه نحو تحرير وفتح الأسواق المحلية للمستثمرين الأجانب لا سيما في القطاعات التي تعتمد بشكل مكثف على المعرفة وفي المجال العقاري.

وتابع سعادته أن الدولة اتخذت العديد من الخطوات لتحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك إنشاء وكالة ترويج الاستثمار، وإصلاح إطار المشتريات العامة، وسن قانون جديد لتحفيز الاستثمار الأجنبي، وتعديل نظام المناطق الحرة مشيرا إلى أن وكالة ترويج الاستثمار تهدف إلى تعزيز جهود الحكومة في سبيل تشجيع الاستثمار الأجنبي في دولة قطر.

وأضاف سعادته ان الوكالة تسعى على المستوى القطاعي إلى التركيز على قطاع السياحة، والصناعات المتقدمة والبنية التحتية، وتطوير الزراعة والتكنولوجيا مشيرا إلى أنها وقعت العديد من مذكرات التفاهم مع وكالات ترويج الاستثمار أخرى.

وأكد سعادته على أن الجهود متواصلة لمزيد تيسير التدفقات التجارية وتعزيز الاستثمار عبر اعتماد العديد من الإجراءات ومن بينها نظام الاستيراد بقصد إعادة التصدير واعتماد شهادات المنشأ الإلكترونية والشهادة الإلكترونية للفواتير الخاصة بالواردات؛ واعتماد الفواتير التجارية الصادرة من دولة غير مصدرة أو بلد منتج ؛ وإتاحة استخدام المستودعات الجمركية الخاصة ؛ وتحديث آلية التعويض الجمركي ؛ وإتاحة استخدام دفتر الإدخال المؤقت للبضائع وتنفيذ نظام جديد لإدارة المخاطر؛ وإقرار العديد من الإعفاءات الصناعية تنفيذ التخليص المسبق للشحنات ؛ واستخدام المشغلين الاقتصاديين المعتمدين.

وأضاف سعادته ان هذه الجهود ساهمت في الحد من ارتفاع تكاليف المعاملات في كافة القطاعات الاقتصادية والتي تشكل احدى الأهداف الأساسية للتنمية الاقتصادية وتعد جزءا هاما من المبادرات الهادفة لتيسير التجارة والاستثمار.

كما تطرق سعادة وزير التجارة والصناعة والقائم بأعمال وزير المالية إلى الارث الاقتصادي والتجاري لبطولة كأس العالم لكرة القدم على المدى الطويل موضحا أن هذا الحدث العالمي أسهم في توفير العديد من الفرص لتنويع الاقتصاد القطري وتحفيز نموه وتنافسيته وجذب الاستثمارات.

وأفاد أن الدولة تسعى إلى التركيز على القطاعات التي من شأنها أن تعزز نجاح هذه الفعالية وتسهم في التنمية الاقتصادية المستدامة لدولة قطر في السنوات القادمة.

كما أضاف سعادته أن جهود الدولة في سبيل إرسال بعثات تجارية إلى الدول التي لديها خبرة واسعة في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى والترحيب بالوفود التجارية والحكومية في دولة قطر، أسهمت بتعزيز دور الاستثمار الأجنبي في الاقتصاد القطري ورسخت مكانة دولة قطر كوجهة استثمارية مستقرة على المستويين السياسي والاقتصادي.

وفي سياق حديثه عن التغيرات المناخية، أكد سعادته ان دولة قطر تولي اهتماما كبيرا لهذه الظاهرة حيث تم استضافة العديد من الفعاليات الكبرى الهادفة للحد من تغير المناخ في الدولة ومن بينها مؤتمر الأمم المتحدة الثامن عشر الخاص بالتغير المناخي والذي أقيم بالدوحة وغيرها من الفعاليات المماثلة الأخرى.

ولفت سعادته إلى أن دولة قطر تعد من أهم الدول الموقعة على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الرئيسية المتعلقة بتغير المناخ مثل اتفاقية باريس وبروتوكول كيوتو. علاوة على ذلك، قدمت دولة قطر تعهدات دولية في هذا الصدد مشيرا إلى مساهمة دولة قطر بمبلغ 100 مليون دولار لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نموا للتعامل مع تغير المناخ. وأفاد سعادته أن الدولة عينت مؤخرا سعادة السيد بدر عمر إسماعيل الدفع مبعوثاً خاصاً لوزير الخارجية لشؤون تغير المناخ والاستدامة.

وأضاف سعادته أنه تم تنظيم الإنتاج الزراعي في الدولة لحماية مواردها المائية فضلا عن اعتماد برامج صديقة للبيئة ضمن الاستراتيجية الوطنية الهادفة لتطوير قطاع السياحة.

هذا وتم خلال الجلسة الحوارية تسليط الضوء على التغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، حيث أفاد سعادته أن الحكومات لعبت دورا أساسيا في مواجهة الأزمة الراهنة لافتا إلى فشل الآليات العادية في الحد من خطر الركود الاقتصادي. وتابع سعادته أن الحكومات في مختلف أنحاء العالم انتهجت سياسات مبتكرة للحد من التبعات الاجتماعية والاقتصادية للجائحة.

وتطرق سعادته إلى الاستراتيجية التي أرستها الدولة للحفاظ على صحة أفراد المجتمع واستقرار الأسواق وتوازن الاقتصاد الوطني بشكل شامل ومستدام، ودعا سعادته إلى العمل جنبا إلى جنب من أجل بناء مستقبل أكثر انصافاً واستقرارا بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية لتحقيق التعافي وبما يتيح الوصول بشكل عادل وشامل إلى اللقاحات.

ولفت سعادته إلى أن هذه الأزمة أتاحت للدولة فرصة هامة لتسريع تنفيذ مجموعة من التدابير والإجراءات لبناء اقتصاد أقوى وأكثر استدامة، بما في ذلك العمل على تنويع مصادر الدخل وتحسين كفاءة النفقات العامة.

وأضاف سعادته أن الوضع الراهن يتيح الفرصة كذلك لكافة الدول لبناء اقتصاد عالمي أقوى يعود بالنفع على كافة الشعوب والأجيال القادمة.

وفي ختام مداخلته بشأن التغيرات الاقتصادية على المستويين المحلي والإقليمي خلال السنوات الخمس القادمة، أكد سعادته على أن استجابة دولة قطر للصدمات الاقتصادية لعام 2020 من خلال تنفيذ الإجراءات الوقائية تترجم جهودها المستمرة والتزامها بأهدافها طويلة المدى والمتمثلة في تحقيق الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي مشيرا الى أن الدولة نجحت في تعزيز مرونتها وتجاوز الصدمة الاقتصادية المزدوجة التي شهدها العالم إثر انخفاض أسعار النفط والإجراءات الوقائية التي تم اعتمادها للحد من الوباء.

ودعا سعادته إلى ضرورة العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق التعافي الاقتصادي في المنطقة والعالم لافتا إلى عزم دولة قطر على مواصلة تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والمالية لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.

هذا وتهدف الجلسة الحوارية بعنوان ” في صميم التجارة العالمية”، والتي أدارتها السيدة سيمون فوكسمان مراسلة وكالة بلومبرغ لدى دولة قطر، إلى تسليط الضوء على الموقع الاستراتيجي للدولة والذي يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا ودورها المحوري في تيسير التدفقات التجارية العالمية.

جدير بالذكر أن منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبرغ الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي، يستضيف نخبة عالمية تضم أكثر من 2000 شخص من رؤساء تنفيذيين، وشخصيات ملهمة وصنّاع قرار في مجالات التمويل والاقتصاد والاستثمار والتكنولوجيا والطاقة والتعليم والرياضة والمناخ.

ويتضمن جدول أعمال المنتدى الذي يتواصل من 21 إلى 23 يونيو 2021 ستة محاور رئيسية، وهي: “التكنولوجيا المتقدمة” والتي ستسلط الضوء على التغييرات الدائمة في العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، و”عالم مستدام” والتي ستستكشف تقاطع الرأسمالية مع المناخ، و”الأسواق والاستثمار” التي تناقش قدرة المستثمرين، في سعيهم الحثيث إلى فرص النمو، على تشكيل اقتصاد عالمي أكثر مرونة، و”تدفقات الطاقة والتجارة” التي تجمع بين وسطاء الطاقة العالميين لمشاركة رؤيتهم المستقبلية، و”المستهلك المتغير” الذي يتناول مستقبل التجارة، و”عالم أكثر شمولاً”  لتقديم أفكار حول تعافي المجتمعات ما بعد الجائحة.

 

– انتهى-