سعادة وزير التجارة والصناعة يُشارك في جلسة حوارية بعنوان “عصر جديد للعولمة”

يونيو 21, 2022

شارك سعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، في أعمال جلسة حوارية بعنوان عصر جديد للعولمة وذلك في إطار أعمال المحور الثاني للنسخة الثانية من منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ والذي جاء تحت شعار “إعادة التفكير في العولمة”.

وخلال مداخلته في الجلسة الحوارية، تطرق سعادة وزير التجارة والصناعة إلى دور القيادة في عصر الاضطرابات وكيفية تغير هذا الدور في مرحلة ما بعد الجائحة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن دول العالم أدركت خلال مرحلة ما بعد الجائحة، وجود نقاط ضعف في سلاسل التوريد العالمية، وفي قدرتها على الصمود أمام مواجهة الأزمات والاضطرابات، وهو ما تسبب في ظهور بعض مستويات الحمائية، والتي كانت بدورها تشهد تصاعداً في مرحلة ما قبل الجائحة.

وأوضح سعادته أن جائحة كوفيد لعبت دوراً كعامل محفز للاضطرابات لا سيما في اثنين من المجالات ألا وهي السلع الطبية ومواد اللقاحات التي شهدت زيادة هائلة في حجم التجارة، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات التجارة الرقمية والتي كانت تشهد تزايداً بالفعل منذ سنوات بفضل التكنولوجيا بما في ذلك (الانترنت عالي السرعة والهواتف المحمولة..إلخ) إلا أن الجائحة أسهمت في تسريع هذا النمو، مشيراً في هذا الصدد إلى أن حصة الخدمات الرقمية المقدمة ارتفعت من 54% في العام 2019 لتصل إلى 64% في العام 2020.

وأكد سعادته أن الحل الحقيقي والوحيد لمواجهة الأزمات العالمية مثل جائحة كوفيد، يتطلب إجراءات متعددة الأطراف، لافتاً في هذا الصدد إلى أن النظام المتعدد الأطراف الذي يتميز بفعاليته يسهم في توفير فرصة لحل الأزمات العالمية بما في ذلك الأوبئة والتغيرات المناخية وقضايا الأمن السيبراني وما إلى ذلك.

وتابع سعادته أن الأمن الغذائي يُشكل أهمية كبيرة لدولة قطر، لافتاً في هذا الصدد إلى اتخاذ الدولة للتدابير اللازمة لضمان عدم تأثير اضطرابات سلاسل التوريد العالمية على نوعية الحياة لسكانها وللأشخاص الذين يحتاجون إليها في الخارج.

وفي إطار الحديث عن آليات إعادة تنشيط العولمة، أكد سعادته على أهمية الحفاظ على نظام تجاري عالمي فعّال بحيث يتسم بشفافيته وإمكانية التنبؤ به، لافتاً إلى أن التدفق الحر للتجارة

لا يسهم فقط بإتاحة المجال للدول التي تتمتع بميزات تنافسية، فرصة المشاركة في التجارة العالمية، بل أيضاً يلعب دوراً في جمع الناس وارتباطهم ببعضهم.

وأضاف سعادته أن الانفتاح الذي يتسم به اقتصاد دولة قطر، يجعل التجارة والاستثمار من أولويات الدولة، معرباً في هذا الصدد عن تطلعه إلى تعزيز التعاون مع الشركاء التجاريين في المجالات التي يمكنها أن تعزز من القدرات التنافسية الاقتصادية للدولة وجاذبية استثماراتها، وذلك على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف.

وفي سياق متصل، أعلن سعادته عن توقيع اتفاقية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين دولة قطر وجمهورية جوروجيا.

وعلى صعيد الحديث عن ممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، أفاد سعادته أنه على الرغم من فوائد العولمة للاقتصاد العالمي، إلا أن جائحة كوفيد- 19 أظهرت نقص المرونة في سلاسل التوريد الخاصة بالشركات وذلك بسبب ممارساتها التجارية الضعيفة والمدفوعة بأهدافها المتمثلة في تعظيم الأرباح وتقليل التكاليف بأي ثمن.

وتابع سعادته أن دولة قطر حددت ممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات كمحور أساسي في العديد من القطاعات والصناعات بما في ذلك إطلاق بورصة قطر أولمنصة للاستدامة في المنطقة وذلك لتشجيع الشركات المدرجة على الإفصاح عن تقاريرها بخصوص التنمية المستدامة (ESG)، وحصول بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 ذ.م.م(Q22) – ، الذراع التشغيلية للاتحاد الدولي لكرة القدم والبلد المضيف لتنظيم البطولة، على شهادة الأيزو 20121  لتصبح بذلك أول بطولة كأس عالم تحصل على هذه الشهادة، هذا إلى جانب توسعة حقل الشمال التي ستشمل أكبر منشأة من نوعها لالتقاط الكربون وتخزينه (CCS)، حيث ستعمل على التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المشروع.

أما على صعيد الاستثمارات العالمية والمحلية، أفاد سعادته أنه وفقاً لمنظمة الأونكتاد فقد أظهرت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دولة قطر تحسناً بمقدار 1.35 مليار دولار، كما تُظهر الدراسات المتخصصة في هذا الشأن، استقطاب دولة قطر ما مجموعه 1.3 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية في العام 2021 مقارنة ب846 مليون دولار في العام 2020.

وفي ختام مداخلته أكد سعادة وزير التجارة والصناعة أنه على الرغم من الجهود المبذولة لخلق اقتصاد مرن يتمتع باكتفائه الذاتي وقدرته على تلبية احتياجات سكانه، إلا أن جائحة كوفيد -19 تبعث رسالة تذكير بضرورة توفر جهود متعددة الأطراف في سبيل حل أي وضع يُعيق هذا النظام التجاري العالمي.

وأكد سعادته أن النظام التجاري متعدد الأطراف الذي يعمل بكفاءة ويتسم بفعاليته يوفر فرصة لحل المشكلات بطريقة شاملة وشفافة، بما يسهم في الحفاظ على حقوق البلدان النامية ولا سيما البلدان الأقل نموا، في الحصول على فرصة لتنمية اقتصاداتها وزيادة مساهمتها في التجارة العالمية.

وتهدف الجلسة الحوارية بعنوان “عصر جديد للعولمة”، والتي أدراتها السيدة ستيفاني فلاندرز كبير المحررين التنفيذيين في وكالة بلومبيرغ، إلى تسليط الضوء على سُبل الدفاع عن التجارة الحرة العالمية خاصة بعد أن تخلت العديد من الحكومات عن دعم هذه التجارة حتى قبل ظهور جائحة كوفيد، حيث تطرقت الجلسة إلى التفكير الاقتصادي الجديد الذي يمكن لحكومات الدول تبنيه بهدف إعادة تنشيط العولمة للعالم الحديث.

هذا وشارك في أعمال الجلسة كل من السيد بوب موريتز الرئيس العالمي لمجلس إدارة بي دبليو سي PWC ، والسيد فريت شاهنك رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة دوغوس،  والدكتور فيرا سونجوي الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا في الأمم المتحدة.

جدير بالذكر أن دولة قطر تستضيف النسخة الثانية من منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع “بلومبيرغ”، على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “تحقيق المساواة في معادلة التعافي الاقتصادي العالمي”، وذلك بمشاركة عدد من رؤساء وقادة الدول والشخصيات الرسمية وكبار المسؤولين، وصُناع القرار، وأكثر من 500 من قادة الأعمال حول العالم، ويستقطب المنتدى أكثر من 75 متحدثاً رئيسياً.

ويسلط جدول أعمال المنتدى في نسخته الحالية، الضوء على عدد من الموضوعات والقضايا العالمية بما في ذلك تحقيق المساواة في معادلة التعافي الاقتصادي العالمي على المدى الطويل، ومستقبل الأسواق العالمية وآفاق العولمة، وسبل دعم سلاسل التوريد العالمية، والرياضة من منظور تجاري والتحولات التي يشهدها قطاع الطاقة والاقتصاد الأخضر، وآليات الحد من الانبعاثات الكربونية.