منتدى الأعمال النمساوي- القطري يبحث سبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري

مارس 03, 2019
أكد سعادة السيد علي بن أحمد الكواري وزير التجارة والصناعة على أهمية تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين دولة قطر وجمهورية النمسا. مشيداً بعلاقات الصداقة القوية التي تربط بين البلدين منذ سبعينات القرن الماضي

أكد سعادة السيد علي بن أحمد الكواري وزير التجارة والصناعة على أهمية تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين دولة قطر وجمهورية النمسا. مشيداً بعلاقات الصداقة القوية التي تربط بين البلدين منذ سبعينات القرن الماضي، والتي توّجت بمبادرة دولة قطر بفتح سفارتها في جمهورية النمسا إلى جانب الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين.

جاء ذلك خلال ترؤس سعادة وزير التجارة والصناعة وسعادة السيد هارالد مارير رئيس الغرفة الفيدرالية الاقتصادية النمساوية فعاليات منتدى الأعمال النمساوي القطري الذي عقد اليوم الثلاثاء بالعاصمة النمساوية فيينا.

 

وأشار سعادة السيد علي بن أحمد الكواري خلال كلمته إلى الإمكانيات والقدرات التي تميز دولة قطر وجمهورية النمسا والتي تدفع الجانبين إلى توفير المناخ المناسب لاستغلالها بالشكل المأمول بهدف تحقيق معدلات أكبر في حجم التبادل التجاري الذي بلغ حوالي 187 مليون يورو في العام 2018 .

ولفت سعادته إلى أن الاتفاقيات التجارية المشتركة بين البلدين تمثّل بدورها خطوة استراتيجية مهمة في مسار تشكيل وتفعيل مجلس رجال الأعمال القطري النمساوي الذي من شأنه أن يشكّل إضافةً قوية لتعزيز التعاون الثنائي وتأسيس مشروعات مشتركة تدعم التوجهات التنموية لكلا البلدين.

و ثمن سعادته الجهود التي بذلتها الشركات النمساوية العاملة في دولة قطر لدعم الاقتصاد الوطني والتي بلغ عددها 51 شركة، معرباً عن تطلعه إلى تشجيع المزيد من مؤسسات القطاع الخاص والمستثمرين النمساويين لاستكشاف الفرص الواعدة التي توفرها دولة قطر في شتى المجالات وخاصةً في المجالات المتعلقة بالمشاريع التي يتم تنفيذها لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030  وتنظيم فعاليات كأس العالم لكرة القدم 2022.

 

وفي سياق الحديث عن الاقتصاد القطري أكد سعادة وزير التجارة والصناعة على نجاح  دولة قطر في ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر اقتصادات المنطقة استقراراً وتنافسيةً وقدرةً على النمو  بقيادة القطاعات غير النفطية التي بلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة نحو 52 بالمئة في العام 2017.

وأضاف سعادته أنه وفقاً للبنك الدولي فإنه من المتوقع أن يحقق الاقتصاد القطري نمواً  بنحو 2.7 بالمئة في العام 2019، وأن يرتفع إلى نحو 3 بالمئة بحلول العام 2020.

 

وأشار سعادته إلى أن هذه المعدلات والمؤشرات الاقتصادية المتوازنة تعد ثمرة سياسات التنويع الاقتصادي التي تم تنفيذها وفق مبادئ استراتيجية التنمية الوطنية الثانية 2018-2022 مضيفاً أن دولة قطر أولت اهتماماً كبيراً للقطاع الخاص؛ إيماناً منها بأهمية دوره في تعزيز تنافسية وتنوع الاقتصاد الوطني.

 

وفي سياق متصل أوضح سعادته أن الدولة توجهت إلى جانب ذلك نحو تعزيز انفتاحها على كافة دولة العالم عبر إعفاء أكثر من 80 جنسية أجنبية من تأشيرة الدخول إلى دولة قطر  فضلاً عن توفير وتطوير البنى التحتية اللازمة لتوطيد قنوات التواصل مع مختلف شركائها التجاريين حول العالم بدعمٍ من أسطول الخطوط الجوية القطرية  الذي يضم أكثر من 230 طائرة تصل دولة قطر بحوالي 160 وجهة حول العالم  وذلك عبر مطار حمد الدولي الذي يعد أحد أفضل المطارات في المنطقة  بسعة تصل إلى 50 مليون مسافر سنوياً.

 

وأشار سعادته إلى الدور المحوري لميناء حمد البحري الذي ساهم في ربط دولة قطر بأبرز الاقتصادات العالمية عبر خطوط تجارية مباشرة دعمت مكانة الدولة كنقطة عبور وانطلاق  نحو أكثر من 40 ميناءً في 3 قاراتٍ حول العالم.

 

وفي ختام كلمته، أعرب سعادة وزير التجارة والصناعة عن تطلعه في أن تسهم أعمال منتدى الأعمال النمساوي-القطري في الخروج بشراكات استثمارية ناجحة تخدم تطلعات ومصالح البلدين المشتركة.

وشارك في المنتدى سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر، وسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، ومن الجانب النمساوي؛ سعادة السيد فرانز وسيغ، نائب وزير الشؤون الرقمية والاقتصادية بجمهورية النمسا، إلى جانب مشاركة عدد كبير من رجال الأعمال وكبار المسؤولين وصناع القرار والمستثمرين من دولة قطر وجمهورية النمسا.

 

من جانبه ألقى سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر كلمة في المنتدى أكد من خلالها على عمق علاقات التعاون بين دولة قطر والنمسا في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية والتجارية، وحرصهما على تعزيز التعاون التجاري والاستثماري وتعزيز العلاقات بين رجال الأعمال بما يعود بالفائدة على اقتصادي البلدين؛ مشيرا إلى أنه تربط دولة قطر والنمسا علاقات وطيدة ومتعددة، كما يعمل القطاع الخاص في البلدين على دعمها وتعزيزها وذلك من خلال التعاون المشترك والذي يهدف إلى تعزيز التبادل التجاري.

وأكد سعادته أن القطاع الخاص القطري ينظر إلى النمسا كوجهة استثمارية فريدة وجاذبة مشيراً إلى تطلع رجال الأعمال القطريين للتعرف بشكل أكبر على الفرص الاستثمارية المتاحة ودراسة إمكانية إقامة مزيد من الشراكات والتحالفات مع نظرائهم النمساويين لإقامة مشروعات سواء في النمسا أو في دولة قطر.

وسلط سعادة رئيس غرفة قطر الضوء على البيئة الاستثمارية المحفزة التي توفرها دولة قطر للمستثمرين موضحاً في هذا السياق أن الأزمة الخليجية والحصار المفروض على دولة قطر منذ منتصف العام 2017 أسهم في تحفيز القطاع الخاص القطري نحو تعزيز مساهمته في المشروعات الإنتاجية بدلاً من الاعتماد على استيراد السلع من الدول المجاورة.

وأعرب سعادته في ختام كلمته عن أمله في أن يسهم المنتدى بتحقيق مزيد من التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية، وأن يلهم رجال الأعمال من البلدين نحو مزيد من الشراكات والمشاريع التي تخدم كلا الاقتصادين.

ومن جانبه جدّد سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين في كلمته خلال المنتدى، تأكيده على حرص الدولة واهتمامها لتفعيل مفاتيح  الشراكة بين البلدين على المستويين الحكومي و الخاص ، والسعي إلى تطويرها.

وأكد سعادته أن كل من دولة قطر وجمهورية النمسا يمتلكان العديد من عوامل النجاح و التفوق على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، لافتاً إلى أن هذه العوامل يدعمها مناخ الاستثمار الآمن بدءاً بالقوانين و التشريعات التي تسهل نشاط و حركة مجتمع الأعمال ووصولاً إلى الأرقام المتقدمة على سُلم المؤشرات العالمية.

 

 

وأضاف سعادته أن دولة  قطر تمنح الأولوية لتحقيق مبادئ  التنمية الشاملة و المستدامة بحلول العام 2030، و ذلك من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية والتكنولوجيا المتقدمة، وتوطين الصناعات ذات التنافسية العالية، لافتاً إلى أن الدولة مهدت لذلك عبر حزمة من الحوافز التي يحصل عليها المستثمر الأجنبي في قطر استنادا إلى قانون الاستثمار الذي يتيح  للمستثمر الأجنبي التملك بنسبة تصل إلى  100% في غالبية القطاعات الاقتصادية، والاستفادة من الخدمات اللوجستية المتطورة .

 

وأعرب سعادته عن أمله في أن تكون أعمال المنتدى بداية لشراكات جديدة، تمهد الطريق للتعرف عن قرب على بيئة الأعمال في كلا البلدين.

 

هذا وشهد سعادة السيد علي بن أحمد الكواري، وزير التجارة والصناعة مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة قطر والغرفة الفيدرالية الاقتصادية النمساوية.

 

وقدم الجانب القطري خلال فعاليات منتدى الأعمال النمساوي- القطري، عروضاً تقديمية حول الفرص الاستثمارية المتاحة في دولة قطر، حيث  قدم السيد عبد الباسط العجي، مدير إدارة تنمية الاعمال وترويج الاستثمار بوزارة التجارة والصناعة عرضا تقديميا حول مشروع “استثمر في قطر “. وسلط السيد علي حسن النعمة المدير التجاري للجنة العليا للمشاريع والإرث، الضوء على المشاريع التي يتم تنفيذها في إطار فعاليات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022. ومن جانبه قدم السيد فهد زينل، مدير الخدمات المؤسساتية بهيئة المناطق الحرة عرضاً تقديمياً بعنوان “اكتشف المناطق الحرة في قطر”. وتطرق السيد أحمد الصالح المدير التنفيذي لمشروع قطار لوسيل إلى المشاريع التي يتم تنفيذها في هذا لإطار.

 

و قدم السيد فهد راشد الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة المناطق الاقتصادية ” نبذة حول المناطق الاقتصادية بالدولة.

 

وسلط السيد فيليب شراميل الملحق التجاري لجمهورية النمسا في الدوحة الضوء على مميزات العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وشملت أعمال المنتدى عروضا تقديمية حول الشركات النمساوية وتم عقد لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال من الجانبين بهدف بحث سبل بناء آليات تعاون اقتصادي طويل الأمد بين الشركات القطرية والنمساوية.

وتم على هامش المنتدى توقيع عدة اتفاقيات بين القطاع الخاص القطري والقطاع الخاص النمساوي.

يشار إلى أنه يأتي تنظيم منتدى الأعمال النمساوي القطري بهدف تعزيز التعاون التجاري والاستثماري والصناعي بين الجانبين وفتح آفاق للتواصل بين ممثلي القطاع الخاص القطري والنمساوي لإرساء مشاريع استثمارية تخدم مصالح البلدين.